مجلة أدبية تهتم بكافة انواع الادب من شعر ونثر وقصة ومقالات وما الى ذلك

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

الوسواس القهري // بقلم الشاعر ا. سيد يوسف مرسي

الوسواس القهري
الوسواس : محادثة جوفية عقلية يرتع فيها الخيال
من أين يأتي ؟
وما هي أسبابه ؟
وكيفية التخلص منه .
ينتج الوسواس من عدة عوامل ، تلف عقل ووجدان المرء فيقع دون أن يدرك ويصبح مريضاً مكتئباً ، يائساً من الحياة قنوط ، الأمر الذي الناس في حالة نفور وفزع من هذا الشخص وعدم مجالسته ،يبدأ الوسواس في بدايته بعدم الثقة في النفس ، وينتقل متدرجاً بعدم الثقة في الغير ، يصاحبه الخوف ويكثر به التردد ، وذلك لغياب اليقين عنده ، وهذا هو ما ينشئ عادة الصراع داخل الشخص وعدم تكيفه مع الآخرين ، فيبدأ بالأرق ويقل تناوله للطعام ، أي تقل شهيته ،فيصبح مضطرب النفس ،متردد يشكو دائماً ،ويحلل داخله كل ما يتعرض له من قول وفعل ،فتلوذ به الأفكار مصاحباً للشفقة علي الذات ، مقللٌ من وضع الآخرين ، ودائما ما يبحث عن الدوافع وراء كل حدث يحدث له في حياته ،ينظر دائماً إلي مستوي مبالغ فيه أي أكبر بكثير من مقدرته وتحصيله ،قد يظن ويعتقد أن له قدرات تفوق قدرات البعض من الناس ، أو الناس بها عيوب وهو خال شفافاً أبيض نقي ليس به ما يعيبه ، ومع ذلك تجده أضعف الناس وأهونهم ، سريع الحمق ،مضطرب الوجدان ،يحكي أكثر مما يعمل وإذا فعل شيئاً ، يحب أن يحمده الناس عليه يهللون له ،وإن لم يفعلوا كانوا في عينيه حُسادٌ
له علي ما قام به من عمل ،
ذلك هو صاحب الوسواس الذي نحن بصدده ، ولكي نري الأمر من زاوية غير الزاوية نتوقف عند قول الله سبحانه وتعالي (وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بورا) صدق الله مولانا العظيم
وهو عدم اليقين في الله وفي النفس وفي القضاء والقدر ،ويبدأ الظن بمرحلة الشك والتوجس ويصاحب الظآن الخوف من العواقب
، ينسي المرء أن حسن الظن دائماً يجعل القلب والوجدان في هدوء وسكينة ، وعلي أن يفعل أو يعمل ما يراه مفيداً ليس به ضررا أو أذي ثم يترك النتائج علي الله سبحانه وتعالي ، فما يصيبك فهو من رزقك وما لم يصيبك فليس لك منه شيء ، لو عرف الإنسان ن الظن لا يغني من الحق شيئا ، لكان كالنسيم يجري علي الأرض دون يخاف عواقب أو تمنعه سدود ، بمعني أن يترك الإنسان أمره إلي الله (يتوكل علي الله ) ومن يتوكل علي الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئاً قدرا )
والظن آفة الإنسان وقاتلٌ له فليكن الإنسان واقعياً طبيعيا مبتعداً عن الهواجس والظنون ،متوكلاً غير متواكل ، ينظر عيبه دون أن ينظر عيوب الناس ،أن تكون لدية الثقة في ربه فهو المانح له في كل شيء ،وأن يحسن ظنه وفكره في خالقه وفي الناس من حوله يكن محبوباً مبتعداً عن الوساوس ،معافى من شر كل بلية نضر الوجه نقي السريرة
بقلمي // سيد يوسف مرسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق