مجلة أدبية تهتم بكافة انواع الادب من شعر ونثر وقصة ومقالات وما الى ذلك

الجمعة، 23 أكتوبر 2015

حلقة من برنامج شاعر وقصيدة // بقلم الشاعر ا. سيد غيث

<*> بسم الله الرحمن الرحيم <*>
اهلا ومرحبا بكم احبتي الغوالي مع برنامج(( شاعـر وقصيدة ))
وحلقة اليوم مع الامير الشاعر (( ابــــو فــراس الحمــــدانـي ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ٠٠٠
اعداد الشاعر/ سيد غيث ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ٠٠

** المـــــقــــدمــــــــــة :-
*(( ابو فراس )) الحمداني الامير الحلبي .. سليل الأسرة الحمدانية ويعـدُّ أبو فراس الحمداني واحداً من أبرز الشعراء (العباسيين) الذين اتسمت قصائدهم بالرقــي الجمالي وهو شاعر وجداني من الطراز الأول ولاسيما فـي (رومياته) التـــي امتزج فيها ذلك الرقي بالحـــزن والأسى في فتـــرة الاسر ويقول عنه (الثعالبي) كان فرد دهره وشمس عصره ادبا وفضــلا وكرما وفروسية وشعره
يمتاز بالسهولة والجـزالة والعذوبه والفخامة ..

*وكل ما تبقى لابي فراس من الشهرة والصيــت في كتب التاريــخ والمراجـع الادبية لايرتبط بانه كان بطلا فارســا او قائـــدا يسوق الجيوش فــي الحـــرب والمعارك بل تبقى لانــــه كان شاعـــرا من كبار شعراء العرب و بني حمـدان وطارت شهرته في الآفاق حتى قال عنه (صاحب بن عباد) ((بدا الشعر بمـلك وختم بملك)) يعني بالملك الاول ( امرؤ القيس )) واما عن الملك الثانـي فـهو شاعرنا ( ابا فراس الحمداني) ويحتــــــوي ديوانــــه احبتي على اشهر فنون
الشعر التقليدية المتعارف عليها وتخلوا من فنون المدح التكسبي وما كان له حاجة الى التكسب في شعره كونه كان اميرا كما كان ابن عم سيــف الدولة الامير الذي كان يقصدونه الشعراء ويــــتوافدون عليه من كل حدب وصوب.
..........................................................................................٠٠٠
........................................................................٠٠

**اسمـــــه ومولــــده :-
* اسمه الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني وأبو فراس كنيته
وُلد عام٣٢٠ هجري في بلـــدة (( منبج )) بســـوريا من أسرة ( الحمدانيين )
وهي أسرة عربية حكمت شمال سوريا والعراق وكانـــــت عاصمتهم (حلب) بسوريا في القرن العاشر الميلادي .

** نشــــــــاتــــــــــه:-
*نشأ ( ابا فراس) في كنف ابن عمه وزوج أخته سيف الدولة الحمداني فــي حلب بعد أن قتل ناصر الدولة أباه سعيد بن حمدان وهو مــازل فـــي الثالثـــة
من عمره فنشأ عنده كريماً عزيزاً وولاه بلدة (منبج) من أعمال الشـام بالقرب
من حلــب كما صحبه في حربه ضد الروم وقام سيف الدولة برعاية أبي فراس فترعرع( أبو فراس) فـــي كنـــف ابن عمـــه ســيف الدولة في حلب بعد موت والـــده باكـــــــراً فشب فارساً شاعـــراً وراح يدافــــــع عن إمارة ابن عمه ضد هجمات الروم ويحارب الدمستق قائدهم وفي أوقات السلم كان يشــــارك في مجالــــس الأدب فيذاكر الشعراء وينافسهم ثم ولاه سيف الدولة مقاطعة منبج فأحسن حكمها والذود عنها.
درس ( ابو فراس ) الأدب وتعلم الفروسيــــة وما هو الا ان يقــوى ساعده في الشعر وفنونه فيعجب به ســـيف الدولـــــه المحب للادب والفنــــون فمــــيزه واصطفاه لنفسه ويذكر ان سيف الدولــــة كان فـي مــــجلس مع جماعة من الشـعراء فقال سيف الدولة بيتا من الشعر فاجازه (ابو فراس) فاعـطاه سيف الدولة ضيـعة من ضواحـــــي بلدة (منبج ) حتى اذا بلغ السادســة من عمره
قلده ( منبج) وحران واعمالهما جمـيعا وفي ( منبج) سجـــــل ابو فراس على الـــــروم نصرا بعد نصـــر وسقـــطت في عهده الحصون .

**(( الحــــــمـــــدانــــيـــيـــن ))**
<><>ـــــــــــــــــــــــــــ<><>

*كان ظهور( الحمدانيين ) في فترة ضعف العنـصر العربــي في جسم الخلافـة العباسية وهزيمة الفرس والترك. فباشر الحمدانيون الحروب لدعــــم حكمهـم وترسيخ سلطتهم فاحتل عبد الله والد سيف الدولة الحمداني وعم (ابو فراس) بلاد الموصل وبسط سلطة بني حمدان على شمال سوريا بما فيها عاصـــمة الشمـال حلب وما حولها وتمـلك سيف الدولة حمص ثم حلب حيث أنشأ بلاطاً جمع فيه الكتاب والشعراء واللغويين في دولـة عاصمـتها حلب فقـد كان لعنصر العـروبـة الذي يتمتع به ( الحمدانيون ) وامجــادهــم السالفة من اهــم عوامل الفخر التي عززت ثقة ( ابي فراس ) فنشا معتزا بنفسه وذاتـــه .. فخــــــورا بقبيلته اذ نراه يقول فخرا :-
(( اني امرؤ بني حمدان مفتخر ** خير البرية اجداد واســـــلافا ))
** ثم يضيف في الفخر بنسبة فيقول :-
واذا فخرت فخرت بالشم الالي ** شادوا المكارم من بني حمدان
نحن الملوك بنو الملوك اولي العلا ** ومعادن السادات من عدنان
والمجــــــد يعلــــــم اننــــا اركانه ** والبيـــت معتمد على الاركان

فهذه الابيات لها دلالة صارخه فيما يشعربه (ابو فراس)من العزه والفخر بالنسب ومكانتهم بين القبائل .
* ((سيف الدولة الحمداني)) هـــو: علي ابن أبو الهيجــــاء ابـن حمـــدان ابن الحارث سيف الدولة التغلبي المعروف باللقب الأكثر شيـــــوعا (سيف الدولة العباسية) هو مؤسس إمارة حلب التي تضـــم معظـــم شمال سوريا وأجـزاء
من غرب الجــزيرة و أخ لحسان ابن عبدالله (المعروف بناصر الدولة الحمـداني وجمع من حوله من الأدباء الكثير بما فيهم( أبو الطيب المتنبي) الـذي ساعد
في ضمان شهرته للأجيال القادمة وكان راعياً للفنون والعلماء فتزاحم على
بابه في حلب الشُعـراء والعُلـماء والأدباء والمفكرون ففتح لهم بلاطه وخزائنه حتــى كانت له عـــملة خاصة يسكها للشعـــراء من مادحيه وفيهم المتنبي
وابن خالــــويه النحـــوي المشهــور والفارابي الفيلسوف الشهير كما اعتنى
بابن عمه وأخو زوجته ( أبو فراس ) الحمداني شاعر حلب وقـــــال هو نفسه الشعر وله أبيات جيدة أصبـــحت عاصمة دولتـــــه حلب مقـصدا لكافة العلماء والشعراء العرب في هذه الفترة من حكم سيف الدولة.

** (( الحــــــرب الحمدانيــــــة الروميـــــــــة )) **
<><>>ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<<><>

* انتصر (الحمدانيين) أكثر من مرة في معارك كر وفر وبعد توقف لفتــــرة مـن الزمن عاد القتال بينهم (بين الحمدانين وبين الروم) الذين أعدوا جيشاً كبيراً وحاصـــروا أبا فراس في منبج وبعد مواجهات وجولات كر وفر سقطت قلعته سنة (٣٥٠ هـ ) ووقع أسيراً وحُمل إلى (القسطنطينية).. وقد وجه الشاعر جملة رســـائل إلى ابن عمه
في حلب، فيها يتذمر من طول الأسر وقسوته، ويلومه على المماطلة في افتدائه.

** (( الروايات التي قيلت عن اسر الامير الشاعر )) **
<><><ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ><><>

* في ذات يوم كان ( ابو فراس ) عائدا من الصـيــــد مع قلـــــة من اصحابه لا يتجـاوزون السبعين رجلا فباغته الروم في قرابة الـف رجـــل تحت قيادةالقائد
( تيودور ) فدافـع الشاعر وقاوم حتى اثخن بالجراح .
اختلفت الروايات حول السنة التي أسر فيها (ابو فراس ) وتباينــت عدد المرات فيروي فابن خلكان ويقول أن أبا فراس أسر مرتين المرة الأولى كانــــت سنة ٣٤٨هـ وقــــع فيها جريحا فأخذ إلى خرشه في مـغارة الكحل وهي قلعة ببلاد الروم يجـــري نهر الفرات بجانبها ويقال أّنه أخـذ فرساً في القلعة وقفز به من أعلى الحصن إلى النهر

*بينما يروي (بن خالوية) أن الامير الشاعر أسر مرة واحدة وكانت سنة ٣٥١هـ ويؤيد هذا الرأي( الثعالبي) وهذا هو المتفق عليه بحكم معاصرتها له فلو أسر قبل ذلك.. وخلَّص نفسه بتلك الطريقة الأسطورية لذكر هذا في شعره وفخر به فـــخراً شديداً.
*ويبدو أن إمارة حلب كانت في تلك الحقبة تمر بمرحـــــلةٍ صعبة لفترة مؤقتة فــــقد قويت شوكة الروم وتقــــدم جيشهم بقيـادة (نقفور) مكتسح الإمـــارة واقتحم عاصمتها حلب فتراجع سيف الدولة واعاد سيــــــف الدولة قوته ترتيب وتجهيز وهاجم الروم في سنة ٣٥٤ هجري وهزمهم وانتصــــر عليهم واستعاد إمارته وملكه في حلب واسر اعدادا يسيرة من الروم وأسرع إلى افتداء أسراه ومنـهم ابن عم (أبو فراس) وذلك بعد انتصاره على الـــــروم ولم يكن أبو فراس يتبلغ أخبــار ابن عمه فكان يتذمر من نسيانه له ويشكو الدهر ويرسل القصائد المليــــئة بمشاعر الألم والحنين إلى الوطن فتتلقاها أمه باللوعة حتى توفيت
قبل عودة وحيدهــا حسرة عليه .

** مـــــــا هــــــــي (( الــــــرومــــــيــــــــات )) **
<>٠٠ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ٠٠<>

*( الروميات ) هي: قصائد كتبها ونظمها الشاعر أبو فـــراس الحمداني
في سجن الروميات عندما سجنه الروم ظلما .
وقد ضمها خلجات نفسه وحزنه على ماكان له من مكانه ومــــا تمتع
به من حريه.. وحنينه الى امه ..وعتبه على سيف الدوله الذي ماطل
في افتدائه وتركه في غياهب سجون الاسر .

ومن روميات ( ابي فراس ) في الاسر ما قال :-
أسرت وما صحبى بعزل لدى الوغى
ولا فرســـــى مهـــــر ولا ربـــه غمر
٠٠
ولكـــــن إذا حم القضاء على امرىء
فليـــــس لـــه بر يقــــيه ولا بحــــر
٠٠
وقـــــال أصيحابى الفــــرار أو الردى
فقلـــــت همـــــا أمران أحلاهما مر
٠٠
ولكنـــــنى أمضــــى لما لا يعـيبنى
وحسبك من أمــرين خيرهما الأسر

* لقد ازدان ( ابو فراس الحمداني) بالصــــبر وتحلى بــه وزادت بواعــثه لديه عنــدما وجدنفسه مقيدا بأغلال الأسر بعد ما كان حرا طليًقا فارســـا شجاعا تناديه الفوارس عندما يحمـــى وطيس المعركة فيهــــب إليها ولا يهــدأ له بال إلا لما تـرتوي بيض السيوف وصفة الفروسية هذه التي تأصلـــت في نفـــس الأمير جعلته يثبت امام المحن ويدفع الخطوب ويؤمن بقضاء الله وقدره.
*و كان أبو فراس الحمداني صابرا متجلدا أمام نوائب الدهر وعلى الرغم من أن الصعاب لم تفارقه لحظة من لحظات عمره ويتضح ذلك وفي قوله عندما نزلـت
به الشدائد ..

فيا أمتا لا تعدمي الصبر إنه ** إلى الخير والنجح القريب رسول
ويا امتا لا تحبطـي الأجـر أنه** علـى قدر الصبر الجمــيل جزيل

** (( مـــــــن اشــــــــــــهر قـــــــصـــــائـــــــده )) **
٠٠<>٠٠ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ٠٠<>٠٠

* تمتاز قصيدتة (( اراك عصي الدمع )) مقارنة بالقصائد العاطفية الأخرى فـي الشعر العربي التقليدي بالسهولة النسبية والوضوح في المعاني، ولعل هـذا
ما جعل أهل الغناء يتناولونها في اعمالهم الفنية وانشد هذه القصيدة عندما
كان يفتخر وقد بلغه ان الروم قالت ما اسرنا احـدا لم نسلب سلاحــه غـــير
(( ابي فراس )) ..يقول فيها:-

أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ ** أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْـرُ
بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَــــةٌ ** ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لـــهُ سِـرُّ
إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى**وأذْلَلْتُ دمْعاً من خَلائقِهِ الكِبْرُ
تَكادُ تُضِيْءُ النارُ بين جَوانِحـــي **إذا هــــي أذْكَتْها الصَّبابَةُ والفِكْرُ
مُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَــهُ ** إذا مِـــــتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَـطْرُ
حَفِظْتُ وَضَيَّعْتِ المَوَدَّةَ بيْننـــا ** وأحْسَنُ من بعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُ
وما هذه الأيامُ إلاّ صَحائـــــــفٌ ** لأحْرُفِهـــــا من كَــفِّ كاتِبِها بِشْرُ
بِنَفْسي من الغادينَ في الحيِّ *غادَةً هَوايَ لها ذنْبٌ وبَهْجَتُها عُذْرُ
تَروغُ إلى الواشينَ فيَّ وإنَّ لي** لأُذْناً بها عــــــن كلِّ واشِيَةٍ وَقْرُ
بَدَوْتُ، وأهلي حاضِرونَ لأنّني * أرى أنَّ داراً لستِ من أهلِها قَـفْرُ
= من بحر (( الطويل )) ..

** من ديـــــــوان (( ابـــــي فـــــراس الحــمــدانـــــي )) **
<٠٠>ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<٠٠>

*يحتوي ديوان ( ابو فراس ) على الغزل - والفخر -والرثاء -والزهد والوصف
والحكم والعواطف والمشاعر المختلفة اما عن غزله فغزله عاطفي عفيـــف
واما عن الفخر فقد رفده شرف اصله النبيل .. وعزة نفسه .. وسمو مكانته.

* قال في الزهد واجاد :=
-----------------
اما يردع الموت اهل النهى ** ويمنع عن غيه من غــوى
اذا ما مررت باهل القبـــــور ** تيقنـــــت انك منهم غــدا
وان العزيز بهــــــــا والذليل ** ســــواء اذا اسلما للبـلى
غريبين مالهـــــما مـؤنس ** وحيدين تحت طباق الثرى
فلا امل غـــــــير عفو الاله ** ولا عمل غير ما قد مضـى
فان كان خــــيرا فخيرا ينال ** وان كان شرا فشــرا يرى
= من بحر (( المتقارب )) ..

* ويقول فيمتعنا :=
-------------
ايا قلبي اما تخشع ** ويا علمـــــي اما تنفع
اما حقــي بان انظر ** للدنيــــا ومــــــا تصنع
اما شيعت امثالي ** الى ضيق من المضجع
ايا غــــــوثاه يا الله ** هــــذا الامـــر ما افظع
= من بحر (( الهزج )) ..

*وقال يعزي امراة من اقاربه تواترت عليها مصائب الدنيا :=
----------------------------------------
الا فاصبري لخطوب الزمان ** وكوني على خطبه صابره
فنقصان حظك في هـــــذه ** برجحان حظك فـي الآخره
فما انت في ذاك مغبــونة ** وان ساءت المحن الحاضرة
فصفقة من باع دار البـــقاء ** بدار الفناء وهي الخاســرة
= من بحر (( المتقارب )) ..

*وعندما تاخرت كتب سيف الدوله عن ابي فراس وهو في
الاسر وماطل ان يفتديه انشد قائلا :-
--------------------------
اسيف العدى وقريع العرب ** علام الجفاء وفيم الغضـب
وما بال كتبك قد اصبحت ** تنكبنــــي مع هذي النكب
وانت الكريم وانت الحليـم ** وانت العطوف وانت الحدب
ومازلت تسبقني بالجميل ** وتنزلني بالجنـاب الخصب
= من بحر (( المتقارب )) ..

وبلغه ان هناك اناس من قومه يكرهون خلاصة من الاسر فقال فيهم:-
-----------------------------------------------
تمنيتم ان تفقدونـــي وانمـــــا ** تمنيـــــتم ان تفقدوا العز اصيدا
اما انا اعلى من تعدون همـــه ** وان كنت ادنى من تعدون مولدا
وان حاربوا كنت المجن امامهم ** وان ضــــاربوا كنت المهند واليدا
وان ناب خطب او المت ملمة ** جعلت لهم نفسي وما ملكت فدا
= من بحر (( الطويل )) ..

** ويقـــــول وهــــــو خيـــــــر قائـــــــل :=
-----------------------------
لعـــل خيــــــال العامـــــرية زائر ** فيســـعد مهجور ويسعد هاجر
واني على طول الشماس عن الصبا ** احن وتصبيني اليك الجاذر
وفي كلتي ذاك الخبـــاء خـــــريدة** لها من طعان الدارعين ستائر
تقـــــول اذا ما جئــــــتها متدرعـــا ** ازائر شوق انـــت ام انت ثائر
وقد كنت لا ارضى من الوصل بالرضا ** ليالي ما بيني وبينك عامر
فلما خلونا يعلــــم الله وحــــــده ** لقد كرمت نجوى وعفت سرائر
وبت يظـــــن الناس في ظنونهـم ** وثوبي مما يرجم الناس طاهر
= من بحر (( الطويل )) ..

*غلبت الحسرة على امه وهو في الاسر فماتت فقال يرثيها:=
------------------------------------------
ايا ام الاسير سقاك غيث ** بكـــره منــك مالقي الاسير
ايا ام الاسير سقاك غيث ** تحـــير لا يقيــــــم ولا يسير
ايا ام الاسير سقاك غيث ** الى من بالفدا ياتي البشير
ايا ام الاسير لمن تربـــي ** وقد مـــت الذوائب والشعور
اذا ابنك سار في بر وبحر ** فمـــــن يدعو له او يستجير
وقد ذقت المنايا والـــرزايا ** ولا ولــــــــد لديك ولا عشير
ليبكيك كل يوم صمت فيه ** مصـــابرة وقد حمي الهجير
ليبكيك كل ليل قمت فيه ** الى ان يبتـدي الفجر المنير
ايا اماه كم بشرى بقربي ** اتتـــك ودنهــا الاجل القصير
= من بحر (( الوافر )) ..

اغارة بنو ( كلاب ) على ولايته فركب حتى لحقهم بموضع يعرف
( بخساف ) فقاتلهم وهزمهم ورجع وهو يقول :=
--------------------------------
الا ابلغ سراة ( بني كلاب ) **اذا ندبت نوادبهــم صباحا
جزيت سفيههم سوءا يسوء ** فلا حرجا اتيت ولا جناحا
قتلت معـــــودا علل العشايا ** تخيرت العبـيد له اللقاحا
ولست ارى فسادا في فساد ** يجر على فريقه صلاحا
= من بحر (( الوافر )) ..

* وقال في بعض نساء بيته وقد شيعها الى الحج :=
----------------------------------
ايحلو لمن لا صبر ينجده صبر ** اذا مــــا انقضـــى فكـــر الم به فكر
اممعنة في العذل رفقا بقليه ** ايحــــمل ذا قلـــب ولــــــو انه صخر
اطلن عليه اللوم حتــى تركنه** وساعــــــته شهـــــر وليلــــته دهر
ومنكرة ما عنيت من شحوبه ** ولا عجــــب ما عاينتـــــه ولا نكـــــر
ويوم كان الارض شابت لهوله ** قطعـــت بخيل حشـو فرسانها صبر
= من بحر (( الطويل )) ..

*ويقــــــــــــول متـــــغــــــــــزلا :=
-----------------------
سكرت من لحظه لا من مدامته ** ومال بالنـــــــوم عن عيني تمايله
وما السلاف دهتني بل سوالفه ** ولا الشمول ازدهتني بل شمائله
الوي بعزمي اصـــــــداغ لوين له ** وغال قلــــــــبي ما تحوى غلائله
فبت ليلي مســــــرورا برؤيتـــــه** ونلت منــــــه الذي كم كنت آمله
= من بحر (( البسيط ))..

*وقال يصف احدى الغزوات التي كان مشاركا فيها فانشد:=
-----------------------------------------
لا عز الا بالحسام المخـذم ** وضراب كل مدجــــج مستلئم
وقراع كل كتيبة بكتـــــيبة ** ولقـــــاء كل عرمــــوم بعرموم
ولقد رضعت من الزمان لبانه ** وعرفت كل معـــــــوج ومقوم
واهنت نفسي للرماح وانه ** من لم يهن بين القنا لم يكرم
= من بحر (( الكامل)) ..

*ويقــــــول فـــــــي حـــــــزن واســـــى :=
----------------------------
هبه اساء كما زعمت فهب له ** وارحم تضرعه وذل مقــامه
بالله ربك لم فتكت بصبره ** ونصرت بالهجران جيش سقامه
فرقت بين جفونه ومنـــامه ** وجمـــعت بين نحوله وعظامه
= من بحر (( الكامل )) ..

* ونختم احبتي الغوالي بهذا اللغز المحير ولكم فيه احجيه ..
<٠>========================<٠>

اسم الذي اعشقه كلمـا ** ناديتـــه كــررت معناه
ستة اشخاص غدا واحدا ** وخمسة منهن اشباه
اربعــــة صورتهـــــا سته ** يعرف قولي من تهجاه
اثـــــم اذا كــــان حالـــه ** واخـــــر مــــا حــرمناه
يشبه الفــــعل ولكــــنه ** ليــــس بفعل علم الله
= من بحر (( السريع )) ..
....................................................................................٠٠٠
....................................................................٠٠٠

** وفـــــــــــــــــاتــــــــــــــــه:-
*ولما تحرر من أسره حاول ردّ اعتباره واستعادة مجـــده لكنّ يد المــوت كانت أطول وفي معركة غير متكافئة قُتل في مبارزة بينه وبين ابن أخته أبو المعالي
بن سيف الدولة سنة ( ٩٦٨ ) ميلادي .

* وذكر أن هذه الابيات آخر ماقاله من شعر وهو في نزاع الموت الاخير ..
أبـنـيـتــي لا تــجــزعــي ٠*٠ كــل الأنــام إلــى ذهــاب
نـوحـي عـلــى بـحـسـرة ٠*٠ من خلف سترك والحجاب
قــولـــي إذا كـلـمـتـنــي ٠*٠ فعييـت عـن رد الـجـــواب
زين الشبـــــــاب ابو فراس ٠*٠ لـــــم يمــــــتع بالشباب
----------------------------------------

والى لقاء آخر قريب باذنه تعالى مع برنامج ((شاعر وقصيدة))
حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر / سيد غيث ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق